هل كان علماء الدين يتعاطون القات؟
كان الشيخ اليمني الجليل – احد المشايخ الذي زار حملتنا في منى – يستعد للإجابة عن أسئلتنا بعد ان فرغ من درسه جميل عن التقوى، وقام الحضور بكتابة أسئلتهم لتقديمها للشيخ.وبما ان المحاضرة كانت عن التقوى فمن الطبيعي ان تدور الأسئلة حول هذا الموضوع، لكن، ولأن المحاضر شيخ يمني فقد تحولت الأسئلة بقدرة قادر وجائت جميعها تسأل عن “القات”.
ورغم استغراب الشيخ الا انه كان يبتسم في هدوء في حين حاول المشرف معاتبة الحضور وحثهم على تغيير فحوى الأسئلة، لكن الشيخ قرر ان يجيب على الاسئلة كما هي.
كانت أسئلة كثيرة ومنوعة ويبدو ان بعضها كانت محرجة او سخيفة حيث كان منسق الحوار يتجنب ويتخطى بعض الأوراق وهو قاطب الجبين.
كان من ضمن هذه الاسئلة سؤال يقول: لماذا تحرمون علينا القات وقد كان قديما حلالا عند مشايخكم الكبار في اليمن؟
وقد كانت اجابة الشيخ على هذا السؤال جميلة ومقنعة حيث قال:
“نعم! .. كان مشايخي الذين تعلمت على يديهم يتعاطون القات. لكن، دعوني أصف لكم طريقة تعاطيهم للقات ثم قارنوا بين ما يحدث اليوم”.
واستطرد قائلا :
“كنت ملازما لشيخي واعلم تفاصيل يومه كاملا حيث كان يبدأ يومه في وقت مبكر جدا قبل صلاة الفجر بساعتين على الأقل، فكان يقوم لصلاة الليل والوتر حتى قبل موعد صلاة الفجر بقليل، ثم يذهب الى المسجد لصلاة الفجر، ويبقى الشيخ مع طلابه في المسجد يذكرون الله ويقرأون القران الى طلوع الشمس، يبدأ بعدها درس القران الكريم ويستمر حتى ما يقارب الساعتين، ثم يأتي بعدها دور التفسير ويستمر مثل ذلك، بعدها يرتاح الطلاب قليلا استعدادا لدرس الحديث الذي كان يستمر الى صلاة الظهر.
بعد صلاة الظهر يرجع الشيخ الى المنزل للغداء والقيلولة، وفي هذه الأثناء، كان الشيخ يتناول بعض أعواد القات بعد الغداء لمدة مابين الربع ساعة الى نصف ساعة ليتنشط بها كما يتناول أحدكم الشاي بعد الغداء، ثم بعد ذلك كان يأخذ قيلولته المعتادة الى ما قبل صلاة العصر. وبعد الصلاة كان يبدأ جدولة المسائي في تعليم طلابه في المسجد الى ما بعد صلاة العشاء ليعود بعدها الى بيته منهكا، وقد يقرأ هناك ما تيسر له من الكتب قبل ان ينام استعدادا ليوم جديد.”
سأل الشيخ بعدها: هل هذا ما تفعلوه أنتم اليوم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق