شعر في القات                                                        ال الشيخ محمد سالم البيحاني رحمه الله في كتابه اصلاح المجتمع وفي رده عن موضوع القات قال هذه القصيدة وللفائدة تنشر:
إن رمت أن تعرف آ فة الآفات فأنظر الى ادمان مضغ القـات
القـات قاتل للمواهب والقوي ومـولد للـــــهم والـحســرات
ماالـقـات إلا فكرة مسمومة ترمي النفوس بأبشع النكـبات
ينسـاب في الأحشاء داء فاتكا ويعرض الأعصاب للصدمــات
يذر العقـول تتيه في أوهامها ويذيقها كاس الشـقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه ويـذيـب كل مـزية وثـبــات
يـغتال عمر المرء مع أمــــــــواله ويـرويه ألوانا من النـقـمات
هـو للإرادة والــــفـتوة قـاتل هـــــو ماحق للأوجه النـضـرات

فإذا نـظرت إلى وجـوه هواته أبصـرت فيها صـفرة الأموات
 قال شاعراخر:                                                      
يا سائلاً اسمع جواب ثقاتٍ *** هذي الفضائح كلها في القات
هي نبتةٌ غسلت دماغ عشيقها *** هي نبتة الشيطان والحسرات
ذاك الذي أغرى آباءنا آدمَ *** واليوم يُرّدينا إلى الهلكات
أواه! لوانّ العقول تذّكرت *** وتراجعت نحو الهدى بثبات
ورأيتُ في بلدي نجرّع غصة *** ورأيتُ سُم القات كالحيّات
ورأيتُ بعد البُنِ نهدم عرشنا *** ومضت جيوش القات كالحشرات
يا منْ زرعتم أرضنا بسمومه *** يا منْ أبحتم أرضنا للقات
 هذي بلادي للعلا قد يمّمت *** واليوم بعد القات في الدركات
يا بئس من باع البلاد رخيصة *** وضميره قد باع قبل ممات
هذا كتاب الله جاء هداية *** هل جاء مدح القات في الآيات
 بل جاء في نص الكتاب محذّرا *** من كل خُبثٍ عاد بالويلات
يا ليتَ قومي يسمعون وعيده *** يا ليتهم خافوا من التبعات
ماذا يقول الغافلون إذا رأوا *** أنّ الحساب عسير في العرصات
قد ضاع منهم مالهم بسخافة *** بل دمّروا الأعمار والأوقات
يتلاعبون إذا أتوا لصلاتهم **** يتمايلون تمايل الورقات
 جاؤوا بجمعٍ ما سمعتُ بمثله *** في الدين قد سخروا من الصلوات
ملئوا الحياة دعاية في مدحه *** قد زينّوه وسوّدوا الصفحات
قالوا وجدنا فيه كلَ سعادة *** يا بئس ما قالوا من الغدرات
إنّ السعادة في تهجد عابد *** عاش مع القران في دمعات
يمضي إلى الله بقلبٍ خائف *** وكأنه يستطمر الرحمات
يا سعد من جعل الحياة عبادة *** ومضى يحذّر من سموم القات
يا قومنا سخر الأنام لقاتكم *** ومع التخلف نرمى بالطعنات
يا أيّها القات البغيض بأرضنا *** قد آن فلترحلْ مع اللعنات
يكفيك قد حوّلت أرضي مأتماً *** وفتحتَ باب الشر والعورات
يا أيها المحتل ارحل إنني *** سأثور كالبركان في لفحات
وأصيح في أُذن الزمان مجلجلاً *** يكفينا سُم القات والحسرات
 ماذا جنينا من خبيث عضّنا *** بنيوبه وسمومه العشرات
يا أيها الشيطان يا شرا غدا *** يمضي بخبثٍ نافث اللسعات
يا أيها المحتال في أرض المُنى *** فلقد خدعتَ الجيلَ والفتيات
وجعلتَ هذا الجيل عاش مهلّوسا *** قد ضاع في أحلامه بسبات
 ومضى يوّسس في الخيال مدائناً *** وكأنه ملك مع الرايات
فإذا استفاقَ يصيح من آهاته *** ويرى بأنّ الحُلم في ساعات
أفٍ له من غادر ومخدّر *** سحر العقول وخلّف التبعات
كم باع من رجلٍ كريم عرضه *** بل دمّر الأخلاق في لحظات
يا أيها القات الخبيث بأرضنا *** يا خنجرا قد أكثر الطعنات
وأرى فساداً في البلاد وعرضها *** كل الفساد يطوف حول العاتي
هذا الموّظف قد يخون أمانة *** ورأيتُ قاضينا مع الآفات
ورأيتُ حراس البلاد وجندها *** خانوا عهوداً في سبيل القات
ورأيتُ قومي في الطريق تزاحموا *** ورأيتهم عشقوه كالوجبات
يا قومنا بئس الحياة بقاتكم *** قد يسخرُ الزوار في نظرات
بل يكتب التاريخ كل قبيحة *** وارى زماناً شاهد الأوقات
ورأيتُ طلاب المدارس أُسقطوا *** في حومة قد أخفقوا الدرجات
ورأيت أطفالاً صغاراً بعضهم *** متسّولاً قد هام في الحارات
ورأيته يجري ويسألُ لقمة *** ورأيتُ دمعا فاض من حدقات
 فسألتُه مالي أراكَ معذّبا *** وأرى الثياب تصيح بالعبرات
فأجابني وفؤاده في حُرقة *** والعبرة الحرّى مع الكلمات
هذا أبي يلهو وراء خبيثة *** قد انفق المال فدىً للقات
وبقيتُ يا عمي أكابد حسرة *** لمّا نظرتُ لأسرة وبنات
ورأيتُ أمي والسقام يهزّها *** ورأيتُ أختي ترقب الجارات
هذي مآسينا وهذا داؤونا *** فمتى أرى القيد لهذا العاتي؟
هو قاتل بل مجرم في وجهه *** وهو الخبيث وسارق الضحكات
يا ظالم اليمن السعيد وظُلمةً *** يا دافن الأمجاد في الدركات
يا منْ سلّبت النور من أحداقنا *** يا من زرعتَ البؤس في آهات
يا منْ جعلت حياتنا في محنة *** يا منْ خطفتَ الحبَ والقبلات
يا من سرقتَ مياهنا بشراهة *** بلدي تصيح كذا مع الرّنات
وسلبتَ من بلدي جمال حضارة *** بالأمس كانت قِبلة لهداة
واليوم في شرٍّ هجمت بقوة *** ورميتنا بالنار في ضربات
وإذا غفلنا رميتَ بعض ظهورنا *** ورميتنا بالسوء في غارات
حرب بحرب لن يفلَّ حديدنا *** وارى بشائر نصرنا هو آتٍ
هذي بلادي قد جهلتَ صمودها *** هي حفرة دوماً لكل غزاة
يا قومنا عودوا لدين محمد *** عودوا إلى التوحيد والآيات
إني احذّر من طغى في أرضنا *** نحن الجنود وسيفنا لبغاة
هذا اقتصاد للبلاد مهدّد *** في كل يوم سُمنا الجرعات
والقات في أحضان قومي ضاحك *** قد غرّهم بل دمّر الطاقات
 كم منْ شريفٍ خلف قضبان الأسى *** وغنيّهم في حومة الورطات
 ورأيتُ بعض شبابنا في غيّهم *** يتساقطونَ كصرعى في الطرقات
يا أيها القات اللعين بأرضنا *** يا منْ جعلت حياتنا نكبات
يا من جعلت بلادنا في محنة *** يا من جعلت زروعنا فلوات
يا من سلّبت سعادة من طفلة *** وجعلتها تشكو الأسى بحياة
 يا من هدمتَ بيوتنا بمعاولٍ *** يا من هدمت الحب في ساعات
يا إخطبوط الموت هذي اذرع *** لفّت على وطني مع الحسرات
وطني سلام كل يوم إنني *** أزجي التحايا فائق النسمات
وأبثُّ للوطن الحبيب تحيّة *** وأظل أسرج شمسه لهداة
يا محنة وطني يا كابد شرّها *** يا كربة نزلتْ بأرض أُباة
ورأيتُ سيل الشر يجري نحونا *** ورأيته كالنار في الورقات
يا من زعمتم أنّ فيه دواؤنا *** هو داؤونا هو حفرة الأموات
في كل عرسٍ قد رأيتُ سحابة *** سوداء عمّت شرّها القاعات
 ورأيتُ قومي يمضغون مهانة *** في منظر مخزٍ بكل صفات
ورأيتهم يوم الجنازة أسرعوا *** يتسابقون إلى رميم القات
ورأيت كل الشر بعض نسائنا *** قد أقبلت بل تمضغ الحسرات
زعموا بأنّ القات يحفظ صحة *** وهو الجميل يروق للفتيات
ورأيتُ أسنانا يسوس بها الأسى *** وكأنها تدنو من الهلكات
ورأيتُ حتى صغارنا قد أُغرقوا *** في حومة القات مع الآفات
إني أخاف على الطفولة إنها *** هي قمة تزهو مع الرايات
إنّ الطفولة نعمة وأمانة *** وهي السلاح لقادم الغزوات
 ماذا دهاكِ يا بلادي أنني *** سأصيح في المٍ من الطعنات
يا منْ رفعتم بالجهاد منارة *** يا منْ نشرتُ الدين في القارات
إني أنادي قادةً ومشايخاً *** قولوا بقول الحق في النكبات
قولوا بانّ القات صار مصيبة *** قد حوّلت بلدي إلى فلوات
 بثّوا النصيحة في المدائن كلّها *** القات سهم الشرِّ والآهات
إني أرى الإعلام صار أمانة *** قد آن أن نسعى إلى الخيرات
إعلامنا إني رأيتُ همومه *** في سهرة قد غاص في الضحكات
وقناتنا باللهو صارت طرفة *** يا بئس من شر مع القنوات
تمضي بلا خجل وهذا جرحنا *** وقد استطال وطار في سطوات
يا قومنا إنّ الخليج بأسره *** قد حاربوا القات بكل ثبات
قالوا بانّ القات هذا مخدّر *** سنبيده بكل نكشف الشطحات
 نمضي بعزم بل نلاحق أهله *** حتى نراهم أسرى في الظلمات
ونُرِي الغشوم بأنه في دولة *** ترعى الحقوق وتحفظ الطاقات
 يا ليتنا قومي نسير بدربهم *** حتى ندّمر عرش ذاك العاتي
ونعيد لليمن السعيد سعادة *** قد بوركتْ من ربنا بهبات
هذي القصيدة اثقلت بشروره *** إضراره زادت على العشرات
قد آن يا قومي نبيد زراعة *** ونعيد زرع البن في الساحات
وغدا أرى اليمن الحبيبة شمسنا *** وضياؤها قد شعّ في الفلوات
 هذا طموح أرنو دوماً نحوه *** يارب حوّل أرضنا جنّات
 وأعدْ لها مجداً جميلاً ساحرا *** هو مزهر بل مثمر البركات
 ربّاه صلِّ على الحبيب محمد *** خير الأنام وصادق الكلمات
 والآلِ والأصحاب من خير الورى *** ولهم جزيل الحب في نفحات
                                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة