اهتمام الإنجليز بتاريخ القات

يقال أن مصدر القات الأصلي هو إثيوبيا، وانتقل من هناك عبر التلال إلى شرق أفريقيا واليمن. ومن الجدير بالذكر أن القات سبق القهوة في الظهور والاستخدام. اهتم الإنجليز بمعرفة أسرار هذه النبتة منذ زمن طويل. كتب السير ريتشارد بيرتون في كتابه ( الخطوات الأولى في شرق إفريقيا عام 1856) أن القات وصل إلى اليمن من إثيوبيا في القرن أل 15 وغيره قال أن القات موجود في اليمن منذ القرن الـ13. ومن هناك انتشر إلى كينيا، الصومال، ملاوي، أوغندا، تنزانيا، الجزيرة العربية، والكنغو، التي تعرف حالياً بزمبابوي، وزامبيا، وجنوب أفريقيا.
لكن أقدم ما سجل تاريخياً من ذكر للقات من ناحية خصائصه الطبية جاء في الإنجيل في العهد الجديد. كما أن قدماء المصريين كانوا يعتبرون القات طعاماً مقدساً قادراً على إطلاق طاقات الإنسان. وصفت الموسوعة ما قاله الكاتب الملاوي عبدالله بن عبدالقادر عام 1854 عن طريقة تعاطي القات إذ يقول: رأيت شيئا ًغريباً في الحديثة في اليمن، يمضغون أوراق نبتة اسمها القات كما تفعل المعيز، ورق النبات عريض بطول اصبعين. يحشونها في أفواههم ويمضغونها. تتكدس أمامهم بقايا ما يبصقونه من أوراق، ولعابهم يصبح أخضر اللون. يأكلون بعد مضغه الكثير من السمن والعسل لئلا يمرضون.
بسبب زهد تكاليف النقل الجوي وصل القات إلى مناطق أخرى غير بريطانيا، مثل روما، أمستردام، كندا، أستراليا، ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية.
الصوماليون في بريطانيا يتعاطون القات ولم يتخلوا عن عاداتهم، ولا زالت الصومال تعاني من مشكلة تعاطي القات لذلك منع مجلس المحاكم الإسلامية الأعلى في الصومال تداول القات في رمضان عام  2006 فحصلت مظاهرات، على إثرها أوقفت كينيا كل الرحلات الجوية المتجهة إلى الصومال وعزت ذلك لأسباب أمنية، فاعترض مزارعي القات وقاموا بتنظيم مظاهرات. صرح حينها عضو البرلمان الكيني عن منطقة نتونيري أن 20 طن قيمتها 800 ألف دولار أمريكي تشحن يومياً من الصومال إلى كينيا من أرض مخصصة لزراعة القات. وأن حجب الرحلات سيقضي على الاقتصاد المحلي.
وبسؤال أحد الأطباء عن المادة الفعالة في القات قال: مادة الكاثين في القات لها تأثير محفز، كما اكتشفت مادة أخرى هي الكاثينون. تؤدي هذه المواد إلى حالة من الانتشاء، فيصبح الإنسان غير واقعي، وكثير النشاط. ويؤثر القات سلباً على غير المستقرين نفسياً. ويرفع من ضغط الدم، كما يسبب الهلوسة. وهناك أعراض انسحابية عند التوقف عن تخزين القات منها الدوخة، الكوابيس، الرعشة، والاكتئاب. وعلى المدى الطويل يتلف الكبد، وتصبغ الأسنان بصبغة داكنة تميل إلى اللون الأخضر، ويصبح الجسم مستعداً للإصابة بالتقرحات، كما يعمل تعاطي القات على فترات طويلة على إضعاف الغريزة الجنسية. استطاعت ثقافة تخزين القات التمكن من الأفراد، وانتقلت معهم أينما انتقلوا. ويذكر أن اليهود من أصول يمنية حملوا معهم ثقافة القات إلى إسرائيل، ويعتبر تعاطيه وبيعه قانونياً هناك. حيث تباع أوراق نبتة القات في السوق بشكل علني. لكنهم استطاعوا تصنيع نوع من الأقراص من مستخلصات القات اسمه “هاجيجات” يحتوي على نسبة عالية من مستخلص مادة الكاثين الموجودة في القات،  وتعتبر هذه الأقراص غير مشروعة ويمنع تداولها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة